الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

على غير ميعاد

يوقظني الزمن على غير ميعاد بصباح هادئ لم تشرق شمسه بعد ،  كائناته على وشك التحرر من نوم دام طويلا .." سبات الشتاء ؟ "  يبدو لي الطقس خريفيا هذه الأيام .. و إن كان الطقس في قلبي ..
" سلام ؟  " لربما نفحة من سلام ، و نفحة من ألم اعتصر القلب و نفحة من أمل ، كل ذلك فيمن أحب .. و ما أحب .. ولو أننا لا نحب !
لو أننا لا نحب .. لا نغني لحلم جميل .
لو أننا لا نحب ..  لا نلامس برعما كما لو كان رضيعا ..  للتو استفاق من الجوف إلى جوف الكون ..
لو أننا لا نحب ، ما كتبنا يوما .. ما رسمنا و ما عرفنا روعة أو دهشة للأرض أو للكون .
نحب .. و إن قررنا أن نكره .. فنحن نحب أكثر أشياء أخرى و إن لم ندر عنها ، و نحب أن نحب دون أن ندري ..
ونحب أيضا .. أن يضيع الحب دون أن ندري .
و أتحاشى قافية .. ترى أكانت في الكلمات ؟ أم أن قلبي له ترنيمة تدق بقوة على بابه ..  تريد أن تجد الضوء .. و أعلم أني إن فتحت الباب ..  طار قلبي .. و جرى لي ما جرى للعاشقين من قبلي .. فراشات و نار ، معرفة و تيه ..

ذلك التيه الذي لا تعود منه مجددا
و هذا صباحي قد بدأ ، و قلبي يريد أن يخبر أكثر ، عيني تتغاضى حلما ألح عليها .. و روحي مثقلة بأكذوبة ربما لأجل أن " نحيا " و لا نحيا إلا بلا روح مثقلة ..
ثم إن " من الكائنات " ما لا يحيا إلا بأكذوبة ..
و أكذوبتي صدق لم يأن أوانه بعد ..
أولسنا بشرا لم نحيا بعد ؟ حلما لم يحدث بعد ؟ توقا لم يصل بعد .. و رسالة مع زاجل قد تاه  ..
و لست أدري الآن . سوى أن عيني
تلح علي بحلم ..
و لعلي الآن أنام .. لكي أصحو به ، أو لعل الأوان قد فات  .


السبت، 11 أكتوبر 2014

توق إلى الأصل





بين السماء و الأرض .. برزخ .. بين توقي و اشتياقي برزخ آخر .. وبين كلماتي و عوالمي أيضا  .. برزخ ،  و كأنما كان اليوم ذكرى الدهشة و العبرات المفاجئة .. و العوالم التي لا تنتهي ..
" كيف لهذا الجمال أن ينتهي ؟ " أحتار و أنا أنظر للسماء .. " لأي مدى تمتد سماء قلبي "  أتسائل .. و أغدو كطير هناك فرد جناحيه للريح بلا عبء  و أحلم كطفلة .. ولا أنام .. و أحلق بالأماني مع أزرق و أبيض و أشتياق بلون دمي .. و أدعوا .. أدعوا مليا ، و لا أكف عن الدهشة .. في حضرة كل الألوان الكونية ..
رباه كم من جمال ! فماذا أخفيت لنا بعد ..
و أتظاهر أني اعتدت الأمر ، و لكن قلبي يهفو .. و جسدي يخفق رهبة و قدسية .. "  إن الله إذا تجلى خشع كل شيء " يقول قلبي  ..  وها أنا في الحضرة سكران  " تجلى بجماله في الكون "  .. فخشعت و ما بي طاقة أن أشيح النظر ..
ضميني يا سماء لأبعد من ذاتي .. ضميني إلى هذا الجمال .. و اجعلينا منك و فيك .. و إليك .. و أجمل .. أجمل مما أتخيل .

أمطريني

أمطريني يا سماء ، بكل الأطياف اللامعلومة في دنياي ..
و خذني يا سحاب بعيدا معك .. إلى هرة .. و ضفاف نهر .. و برهة عند طائر السنونو .. لأمتطيه كما الحكايا القديمة نحو أحلامي .. و كلي و ذاتي .
أمطريني يا معان ، لحظة الحزن ، و لحظة الشوق ، و لحظة الألم ، و لحظة لا أدري أين أنا من ذرات الكون ..
أخلصي لي في وحدتي ، واستعيني بأملي وقلبي كي تعيشي غدا ..
و أسعفيني يا حروف .. حيرى أنا في عالم الحيرة ، أين الأبدية ؟ أين البداية والنهاية ؟ و أين اللحظة ؟  وكم لحظة تحتمل اللحظة ؟ أسعفيني بملئ إرادتك ، أسعفيني حرة غير مضطرة .
و لتغمرني ابتسامة طفل .. آخر الليل لأصلي لرب السماء و الأرض .. أن حمدا لك  وشكرا على هذا النقاء ..
طهريني يا دموع من عبث الحياة .. و اسلخي مني توقي لأحيا دنيا ..
و ازرعيني بذرة لأحيا أبدا .