متى فلسطين ؟
متى
يا فلسطين ؟ متى سأكون يدا في تحريرك ؟ متى سأزرع تلك البذرة في طفل .. ليصير رجلا
.. ليصير بطلا .. ليصير الفاتح لك ولكل أبواب القدس ، ليكون محررك من ظلام الأسر .
متى
سأكمل تلك المتوالية التي بدأها أول من بدأها ، متى سأقابل من علمك يا صلاح الدين
... أشكره ، متى ألقى امك ... أقبلها ، و أركض خلف صفحات التاريخ أنفض عنها الغبار
.. أشتم عبقها صفحة صفحة ، قلبا قلبا ، روحا روحا ؛ لأشكر اللحظات التي جعلتك انت
،.. لأشكر ذلك العصفور الذي غرد في أذنيك صغيرا،لأشكر تلك الشجرة التي أظلتك ،
لأنحني أمام فرسك .. ليس لأنك صلاح الدين .. بل لأنك جزء من المنظومة العظيمة التي
جعلتك انت ، والتي ستصنع آخر ، أنت قدوته .. شخص آخر ليمثل الحرية .
لربما
خفت من طول العمر كثيرا ، ولكن إن قدر لي أن أعيش ... لأرى ذلك اليوم الذي تعود
فيه فلسطين فلسطينا كما عهدناها ، حين نسترد مزارع الزيتون ، و نقف على الخليل ،
وأنظر فلسطين لا بعين من انتظر تحررها دهرا و عمرا .. بل بعينان تحكيان تفاصيل
الحكاية ، عينان شاركتا النصر ، صنعتا جزءا من الحرية ، لا معتان تذوقتا العسل مرا
و حلوا .