الخميس، 21 يوليو 2011

لحظة تأمل

نتلاشى من أنفسنا حينا بعد حين .. نتساءل أين نحن ومن نكون .. نخاف ، نذعر ، يملأ الظلام أرجاء قلوبنا الخاوية
حتى تأتينا لحظة في صمت .. لا تحدثنا بشيء ، فقط تأتينا لتدفعنا نحو الطريق  ، و تظل تنظر الينا من بعيد ، تنظر و تنتظر منا الحراك .. هنا يكون المفتاح .. هنا وفي هذه اللحظة تمسك بدوافعك ، وقاوم من أجلها ، فان اللحظة لا تستمر ! بل هي لحظة .. ربما .. أقل من رمشة عين
عشها بكل ما تملك .. تملكها ! تتملك الكون .
يارب انها نور . . . ضياء ...  بعثتها لتفتح لنا الآمال من جديد ، لتطرق على كل الأبواب الموصدة .. لتقول لنا أنا موجود
و هل تنسى الأرض من وطئها ؟
أم هل تنسى السماء ما حوته ...   منا .. أصغر ما نكون ! إلى أبوابها السبع بعظمتها المتجلية
إنها لحظة .. فلا تهملها وراءك
ولا تتركها بعيدة عن قلبك و فكرك و كيانك
فلربما تلاشت
فنتلاشى من أنفسنا حينا بعد حين
لكي نعود من جديد نتساءل .....
2011-06-23
8:27 PM

Thursday

من أنا ؟

من أنا ؟

بدايتي في هذا العالم :
تلك الظروف التي اوجدتني .. سواء أكانت في عزلة أبدية ، أم كانت بين قلوب رحبة  رحبت بوجودي في هذا العالم ..
علمت يومئذ تلك الأرض التي كان عليها مسقط رأسي أن بشريا قد أتى إلى هذا المكان ، نادت .. قد اتى إنسان !!
بحثت بين ثناياها و حبات رمالها عن مستقبل قد تخبئه له ، عن حضارة قد يبنيها يوما ، عن أرض سوف يحررها ..
بحثت تلك الأرض مليا عن سقف ذلك الإنسان القادم ..
وهل تسع سماؤها جزءا صغيرا من أحلامه ؟
لماذا انا ؟
لماذا أنا في هذا العالم ؟ ولم وقع الإختيار علي من بين هذه الكائنات .. ان أكون إنسانا بشريا على هذه الأرض؟
ولماذا وجودي ؟
لماذا حيرتي و تساؤلي إن كنت بلا هدف في الحياة ؟
لماذا اتعب نفسي بالتفكير إن كان يذهب سدى  كنسيم يمر علينا مرور الكرام .. و يعود غدا ليعصف بأذهاننا و بكل ما فينا  و يهز دواخلنا باحثا عن إجابة واضحة..
باحث عن هدف من هذا الوجود.
بداية كوني ..
حين فتحت حواسي للمرة الأولى ..  سمعت و رأيت و أحسست بهذا العالم من حولي ينبض بكل ما فيه من الحياة .
أسرار دفينة أسمعها تطرق أبواب الأرضين السبع محاولة أن تكشف لنا عما هو خيالي في هذا العالم ..
أسمع صرخاتها كانها همسات .. تطغى عليها أصوات سلاسل آسرة .  تلك الهمسات  هي مفاتيح لي ، كونت بها خطواتي الأولى نحو العالم.
تلك الهمسات ألهمتني بفطرتي أساليب الحياة العجيبة ...
ألهمتني طرقا سرية .. ألهمتني ان أستمع إلى داخلي كي أعرف من اكون ، وكيف أكون ، وماذا آخذ من هذا العالم معي ليوم غد .
كَونت كينونتي الأولى .. و شخصيتي الأولى ، كَونت صفاء و نقاء في داخلي .. أم تراها كانت تسقيني شرابا سميا لم أدر به .. حتى فارقت ما أحب .
بداية المتاهة :
في كل يوم وبعد اشراقة شمس كل صباح .. تبدأ أقلامنا بالكتابة على صفحات قلوبنا التي طوينا للتو ماضيها ، تسجل فيها أحداثا و تجارب قد مررنا بها ، تسجل أحاسيسا شعرناها لأول مرة .. و أحاسيس أخرى قد ماتت فينا ..
إننا نظل نسجل و نسجل .. سواء أدركنا ذلك ام لا ..
ولكن ما لا ندركه غالبا .. هو أننا  ومع مرور الأيام .. ومع كل قلبة صفحة فينا .. ومع خبراتنا اليومية التي نكسبها ، تزداد حيرتنا ، نسأل لنحصل على الجواب .. فيرسلنا السؤال إلى سؤال آخر دون توقف ، و نظل هكذا نسأل لسنين طوال ... حتى قد نجد أخيرا .. جزءا من الجواب ، وهنا .. بداية المتاهة
يقضي البعض العمر كله باحثا عن الأجوبة لأسئلته المختلفة ، من اكون .. ماذا أريد .. لم وجودي .. وأكثر من هذا .
ندخل في دوامة من الشك  و التشكيك في كل شيء .. حتى في ذواتنا و أسمائنا ، فنقبع سائلين أحقا نحن نحن ؟ ... نظل هكذا ولا نجد الجواب .. وننسى أن الإجابة تكمن في هذه الرحلة القصيرة و التي ألهتنا تساؤلاتنا  عن عيشها بكل ما فيها من لحظات .
أعرف قادة عظام .. لم يكتبو ثقالا كالذهب إلا بعد ان عبروا دوامة الشك إلى اليقين ، بعد ان وجدوا الأمان في وسط هذه العاصفة التي علمو بانها لن تنتهي أبدا .. فبدل أن يظلوا يدورون في سراديبها بحثا عن المخرج ، وقفوا وقفة متامل حكيم .. درسوها ... عرفوها فاجتازوها بكل سهولة .
أين أجد نفسي ؟
ما بين محطات الحياة هنالك دائما ما يستوقفني .. وما يستوقفني قد لا يستوقفهم على وجه التحديد .. فلكل منا مدخل إلى قلبه .. مفتاح باب يجد فيه سعادته .
هنالك من يسعد حقا حين يرى بسمة الطفل الصغير ، هنالك من توقفه صرخات الألم بقوة في داخله .. شيء ما يقول له بأنك ستجد نفسك فيها ، حين تفهمها و تدركها بقلب واع فطن .
ذلك اليقين بالقناعة و بأنك تمتلك كل الدنيا –مهما كان مقدار ما تملك-  هو جوهر هذه الحياة .
هنالك وفي تلك اللحظة الخالدة من حياتك.. ستعرف من تكون ، لأنك وبكل ما فيك تعيشها بسعادة قلبية ، تعيشها وقد وجدت ذلك المفتاح الذي يفتح لك بابك الخاص إلى الحياة ، ذلك المفتاح الذي لا يضيع من يديك مهما فرطت فيه .. و يظل ينتظر قدومك ..
لتفتح به بابك من جديد ..




علا الهادي التاج مصطفى
الأربعاء 20-7-2011