الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

الحب أكبر من ذلك

أكبر كذبة صدقناها في الحب هي اغاني الحب ... تلك التي تصور ان العالم لا يساوي شيئا سوى ذلك المعشوق . الحب أكبر من هذا .. و الأغنية أسمى من ذلك .. الحب الحقيقي يأخذ الروح في تجلياتٍ بعيدا عن الأنانية التي صرنا نعتقدها نوعا من الحب .. الحب كلمة واسعة .. تبحث عمن ينصفها .

الجمعة، 23 ديسمبر 2011

أشخاص من صدف الحياة

أحيانا تحس بالملل يتسلق سلم حياتك المتهالك .. تلهو الرتابة فيك أيضا هنا و هناك ، حتى المرآة ملت من صورتك .. تقول لك تغير .. افعل شيئا في حياتك .. كن شيئا ما . ثم و انت في خضم معركتك مع السلم .. صعودا حينا و نزولا حينا أخرى .. تقابل أشخاص رائعين في الطريق ، دبرهم لك الخالق كي تسميهم " صدفة الحياة " وما من صدفة في الحياة ... هؤلاء الأشخاص يكسرون الرتابة ، يعيدون الأمل ، يمنحونك  شيئا ما لتكونه ، يجددونك أنت !
قبل أن تصعد إلى الدرجة فوقك .. تأكد من انك قضيت معهم لحظة رائعة ، تأكد من أنك منحتهم شيئا ما فريدا منك .. كما منحوك هم( أنت ) ، اشكرهم ، لا تنسهم أبدا .. وامض في طريقك الى الأعلى مبتسما ..
هناك من البشر جواهر .. لا تخدشها ، لكن اكتب في جمالها قصائد شعرية .. وتغنى بها .. قل للعالم أنك وجدت جوهرة .. و ذكرهم بأن ينظرو جيدا ! فلربما ظنو الجواهر شيء من صدف الحياة .. لا أهمية له .. و ظلو يتسلقون و يتسلقون ينتظرون قدوم صلاح الدين ، أو أن يولد المهدي المنتظر في حياتهم ، أو أن ينزل عيسى عليه السلام ليقضي على كل الشرور من حولهم .. ما عدا هم طبعا !! فهم ما يزالون يعتقدون انهم ملائكة ..
لا تنتظر أحدا ليمسك بيديك .. لا تنتظر الأميرة كي ترسل لك خصلاتها الذهبية تبلغ بها قمة البرج ، لا تنتظر فارس  تلك الجميلة النائمة كي يأتي و يفيقها  من بؤسها ... جرب أن تكون أنت الفارس .. حاول أن تصعد البرج .. و حارب من أجل أمتك .. حينها يأتي الحصان الأبيض و ستفيق الجميلة .. و سيظهر المهدي ..
لا تنتظر بل بادر ، ولا تهمل الذين أسميتهم ( من صدف الحياة ) أحيانا يكون مبعوثون فقط لأجلك .. لإلهامك بكلمة .. أو بنظرة منهم .. افتح قلبك و استوعب هذا العالم .


الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

خاطرة

أتمنى أن لا ياتي ذلك اليوم الذي يتخلى فيه البشر عن الكتب المطبوعة ... كم سأشتاق إلى رائحة الورق ، إلى ملمسه ، إلى تلك البقعة فيه ، إلى لونه المهترئ من كثرة القراءة ..
أن تقرأ قصة على شاشة متحرك بدل أن تمسك الكتاب فعلا يشبه إلى حد ما حكاية سندريلا .. كم كانت رائعة عندما قرأناها ثم أصبحت جميلة حين سمعناها .. و بعدها أصبحت عادية حين رأيناها ، ولا نزال نصورها أكثر فأكثر لنختزل من روعتها و من روعة الخيال الذي قد تصل إليه الحكاية .. كيف تبدو سندريلا و كيف يبدو المكان .. كل هذه التفاصيل ماتت عندما شاهدناها .. و هكذا الكتب .. تحمل في طياتها تفاصل .. لا تنقلها لك الشاشة .. ينقلها قلبك حين تقلب صفحات الورق .

الزوايا الدائرية


الزوايا الدائرية

في قديم الزمان .. عاشت زاوية مفقودة بين النفوس .. ضائعة بين صراعات الروح ، كانت حزينة لا تفارقها العبرات . الكل كان ينبذها ، فقد كانت مختلفة ، وكانت تحمل شيئا مميزا لم يحمله الآخرون .. وحدها عرفت طريقا لقلب وجدته تائها .. أخذته من العراء ... احتضنته ، ربته ، وراعته حتى كبر ، و أصبح فتيا .

كبر القلب مع الزاوية ، القلب لم يكن عاديا .. كان ملفتا للأنظار . كانت كل الزوايا المتناثرة في الثنايا تغار منه ، فقد كان جميلا .. لم يكن زاوية أبدا .

شعر الجميع بالتهديد من القلب الجديد ، شعروا بالغيرة من انحناءاته ، عادوه .. كرهوه .. نبذوه ...

ولم يتوقفو عند ذلك ! بل كرهو الزاوية التي ربته أيضا  ، أثقلوا عليها بالكلام ، و شددوا الخصام . ولم تستطع الزاوية التحمل : كثرة الضغوط ، سواد النفوس ، نظرات عين الحسود.. أثقلت بالزاوية ، أخذت تذبل كزهرة حمراء في بستان من الزهور السوداء .. ورقة ورقة ، عودا عودا ، خطا خطا ... حتى بدأ جسدها بالإنحناء من كثرة الهموم ، انحنت أطرافها ، وانحنت حتى انغلقت على نفسها .. لم تعد هي ذاتها !! لم تعد تلك الزاوية ، أصبحت شيئا آخر ، أصبحت دائرة .

كان القلب يراقب بصمت ، كان يراقب كل ما يملك في حياته ينغلق و ينذوي تحت وطأة الهموم .. ( كل هذا بسببي ) هكذا كان يفكر .

بعد أن حوًلتْ الزوايا مربية القلب إلى دائرة ، طالبت حالا باقصائها بعيدا إلى أرض الدوائر فوق السحاب ...

لم تكن الزاوية الدائرة .. تملك المال كي تصعد هناك ، بكت كثيرا .. أقسمت بانها زاوية .. دموعها سرت نهرا ، لكنها لم تفجر الماء من قساوة حجارة تلك الزوايا ، هي لم تملك قلبا مثلها .. هي لم تعرف الرحمة .. هي تكره التغيير ، تكره التميز ، تكره كل ما هو غريب .

وفي وسط الظلمة .. سقط القلب وسط الدائرة .. همس لها برفق : ( لَدَيً سَهْمْ ...  أطلقه مرة واحدة ، سنطلقه معا ، وبه سنذهب إلى أرض الدوائر فوق السحاب ) ، فرحت الدائرة وابتسمت بعد دهر .. يكاد يكون عمرها كله . أمسكت بالقلب ، و تركت الزوايا المتحجرة . صلى القلب .. وتمنى ، ثم أمسك بشهاب من السماء ، وربطه بسهمه .. و بدأ يطلق  السهم .. نظرت إليه الدائرة متأملة .. باسمة .

أُطْلِقَ السهم .. وعبروا السماء إلى أرض الدوائر فوق السحاب . عند وصولهما هناك ، وجدوا كما هائلا من الدوائر .. رحبت بهما ، احتضنتهما . كل دائرة كانت تحمل شيئا مميزا أخذها إلى هذه الأرض .

حكت الدائرة لهم عن قصتها ، بكت .. و بكوا ، ثم ضحكت .. فضحكو إلى الأبد .

و هكذا أصبحت الدائرة تحكي كيف أن هناك زوايا دائرية في هذا العالم ، لم يصدقها أحفادها ، كانو يضحكون ويقولون : ( لقد كبرت جدتي !! ) .

و بين الدوائر عاشت زاوية ...

حملت قلبا .. قصتها مثل الخيال .. ولكنها كانت أول زاوية دائرية .. تبعها الكثيرون .. و مايزالون .

لذا لا تظن أن الدوائر كلها دوائر ، و أن الزوايا زوايا ، هنالك أبعد من هذا ، هناك ما نقصيه من قائمة خياراتنا .. دون أن نعرف ما هو .. وما يكون .


الأحد، 4 ديسمبر 2011

خاطرة

بعض الأحيان تجترحني رغبة غامرة في خوض غمار الكون ومعرفة أسراره و حقائقه اللامنتهية بانتهائي ...
كل هذا الكم من الأسرار !! ونحن نشكو من الفراغ ؟؟
عجيبة أنت يا نفس ...