السبت، 15 سبتمبر 2012

روحي فلسطين


صديقتي بفلسطين ...
افترقنا منذ أيام الدراسة حين أخبرتني بأنهم عائدون إلى الوطن مهما كان . كانت تحكي لي حكايا عما يدور خلف الكواليس هناك ، عن طباع أصحاب الأرض ، و عن طباع المحتل . كنت أقف عاجزة أمام ما تروي لي .
كانت صبية بأحلام الطفولة تكبر فيها يوما بعد يوم .. كانت حسناء جميلة ، و كنت أخاف عليها من وطن لا امان فيه .
افترقنا بعد أن أهدتني مصحفا .. خطت فيه بيديها الطاهرتين أجمل اهداء ... لا أزال أفضل أن أقرأ القرآن من مصحفها ... و أتذكرها .. و أدعوا الله ان تشاركني الحسنات و ضعفها .
بعد أن افترقنا باعوام .. وقعت تلك المجزرة على أهالي غزة .. حيث كانت هناك  ، لا أعلم مقدار الألم الذي يمكن أن تكون قد عانته .. لا اعلم إن كانت روحها بيننا  .. أو أنها عند الله  حية ترزق ... لا أعلم ماذا فرقت السنين العابرة ، أهي المسافات فقط ؟ ام أبعد من ذلك .
أينما كانت هي ..  فأنا أعلم شيئان :
أن معلمتي صدقت ذلك اليوم حين قالت بأنها أفضل تلميذة بيننا .
و أنني أجد نفسي أعاهدها بأن أفعل شيئا ما لفلسطين يوما ...

الأحد، 9 سبتمبر 2012

وعدي الثالث


صديقتي أيضا .. قلب طفلة في امرأة ناضجة ... ناصعة البياض ، تحبني كثيرا .. و أحبها كثيرا ، إلا أنني أعجز أحيانا أن أكون معها كما أنا حقا ... ليس لأن بها سوءا ما .. بل لأن طهارتها تجبرني على ان أخوض في عالمها بكل أفراحه و أحزانه ، و أن أنسى الدنيا التي أعيشها قليلا ... و أن أنسى حياتي .
صديقتي تلجمني بفضائلها علي ، تحبني ربما أكثر مني ، تدعو لي بالخير ... و أنا أظل أغوص في هذا الجمال دون أن أنطق . وعدتها بأن أحفظ ظهرها في غيابها ... و أن أرعاها حين لا تكون هنا ، ليكون وعدي هذا ثالث وعد أقطعه لبشر في حياتي ... فهي تستحقه .

الجمعة، 7 سبتمبر 2012

مما لا أنساه

لم يكن مسلما ، وكنت صديقته المقربة ...
قلت له عدني بشيء ... عدني بأن تبحث عن الحق دائما .. اينما كان .

قال لي لصدقه و أمانته .. " هذا وعد صعب ! " فقلت له : ليس كذلك ..

حينها صمت قليلا ثم قال .. " حسنا عديني بذلك أيضا ... "
فصمت طويلا ... و قلت لنفسي :
يال سذاجتي . أطلب ما لا أستطيع أن أفعل .

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

 
 
كم يرهقنا ما لا نستطيع ايقافه .. منع تدفقه .. ما نشعر باننا أسرى لديه ، و لكن سرعان ما نستلذ هذا الألم .. لنعود غير قادرين على العيش بدونه ...

خالدة فيني ..

 
 
انغلقي يا فوهة للقلب ..
يا منجى للأ حلام الضائعة الحيرى ، اتخذتْ عندك ينبوعا من آهات تتمايل كالأنسام .. كالأيام .. كالمراة في بيت النوحى ..
انغلقي يا فوهة من نار جهنم قد رحل رفاقي ... و بقيتي  انتي خالدة فيني .. يا بحرا لخطايا الأمس ...
يا فوهة للقلب ..
 
 
 
حين تكون قريبا من فوهة البركان ..لا تحتاج الوقوع فيه لكي تحترق ...
كل ما يكفي هو أن تكون قريبا منه لتصير شعلة بشرية ...

الأحد، 2 سبتمبر 2012

ألفي عام ...

 

كنت قد عاهدتك ألا أشتكي لسواك ، لأنني لم أكن اجد سواك يفهمني حقا و يعلم بكل نسمة جمال او شر تطوف في خلدي ، و ما زلت اعاهدك إلى الأبد .. فذلك اليوم الذي أنساك فيه و أغفل عنك .. هو هلاكي ، هو اليوم الذي حكمت لي فيه بالموت بعيدا عنك .. موت روحي التي تتصل بك بكل ذرة نور فيها .

قد عاهدتك أن تكون رفيقي ، و ان تكون السند الذي إليه ألتجئ حين تسقط كل الجدران من حولي . أن تكون أنت الراعي للإبنة الصغيرة الحائرة في هذه الدنيا ، و الموفق للقلب الهائم في ملكوتك . ان تكون مطر أرضى الجدباء .. و غوث المستغيثين بك مما تعلمه ولا أعلمه ...
ربي القلب بسواك لا يرضى ، فالحب قد خضع لك .. ملكته أنت بيديك .. تقلبه كيفما تشاء .

حين سقيت ذلك الشيء الأخضر في صحرائي العطشة ، ظننته سيكبر ليصبح نخلة شامخة ... ظننت أنني أستطيع أن أصنع واحة في عالمي من ذلك البرعم الصغير . لقد جعلت أسقيه و أحميه و أرقبه كطفل صغير يكبر بين ثنايا عيناي  ... يكبر يوما بعد يوم .. شيئا فشيئا .. حتى اشتد عوده ، و بدأ يظهر على حقيقته ..

لقد ظننت أنني أسقي واحتي في هذا البرعم ، كنت أراها حين اشتم رائحته الفريدة وسط رمال الصحراء ..

ربي لقد كبر برعمي الصغير حين كنت نائمة ذات ليلة .. لم ألحظ كيف كبر ، ولم أره و هو ينمو و يتفرع ليصير شيئا آخر ، لم أدرك أنه لم يكن نخلتي ، ولم أعلم حتى استيقظت بعد ألفي عام من توقيت قلبي ... فاللحظة فيه تستمر أمدا طويلا و كأنه عمر بحاله . لم اعلم بحال برعمي الذي استفاق في غفلة مني ليزدهر ، لقد كان جميلا ، له حواف تنحني كانحناءات الشفق حين يعلن لحظة الهام الشعراء متى ولدوا و أين انتهوا .. له ملمس ناعم لم أعهده في هذه الصحراء .. لقد كان رقيقا حتى خفت عليه من انفاسي .. و بلون أحمر احتال إلى وردة ظننتها معجزة ... وردة أجمل من أن تنبت هنا ، و أجمل من أن تستطيع عيناي إدراك ذلك الجمال ..

هنالك قضيت ألفي عام أخريات من دقات القلب اتأمل في ذلك الجمال ..لقد سرحت بعيدا بعيدا فيه ، تهت بين أحمره و أخضره و نداه ، تهت حيرانة بين استوائه ، و بين انحناءاته .. لقد كنت في عمى عن العالم من حولي ، ولم أشعر بتلك العاصفة الرملية مقبلة نحوي .. لم أشعر بها أبدا .. و لم ادركها إلا حين اهتزت وردتي فاستفقت في جحيم من أن يضيع جمال كهذا وسط قبح كذلك ...

ربي لقد قضيت ألفي عام أخرى في خوف على وردتي ، أفكر كيف سأحميها من صحرائي ... و ظللت عابسة الفي عام ..  غاضبة ألفي عام .. ولم يتبق لي الوقت الكافي لأودعها و أقبلها في عيناي ، و أحتضنها عميقا في قلبي .. و قبل آخر دقة كانت قد ذهبت ... وردتي الصغيرة .. واحتي الكبيرة .. و أحلامي ..

تسائلت إن كنت غضبان مني حتى تحرمني من هذا الجمال ... و تسائلت لم يا رب ، في غفلة مني عنك ، و اغتراب عن معنى ان تكون في أعماق قلبي كما وعدتك .. لقد اهتز عالمي كله لحظة أن فقدت ذلك الجمال الوحيد في صحرائي .. لقد ادركت أنني لم أكن مستعدة قط لهذا الجمال ، و أدركت انك رفيق بي ... تأخذ مني كل شيء لتعطيني كل شيء .. و تعطيني مفتاحا كي أفتح بابا للجمال لا يشوبه امل زائف ...

ان تعلمني كيف اعيش بلا خوف ، كي اكون حرة حقا ... و أن أحب بلا خوف حتى إن كنت مودعة ... فكل شيء لك وحدك أولا .. وكل شيء سيؤول إليك أخيرا .

هطل المطر ... و مضت عاصفتي تلك لتخلف في اعماقي وردة ستجد النور ... إلهاما لا أستطيع أن انساه ...
فحمدتك ، و ما حمدتك كما ينبغي .. و بحثت عنك لأعرفك كما يبحث البدوي هائما على شفير الموت قطرة الماء .. فالتَّوْهُ عنك هلاك ... و معرفتك فردوس أتمنى أن أجد شيئا من نورها يوما ...

 

نفسك الأصيلة



من الجميل أن تأتيك لحظة إلهام من رفقاء الدرب ... و كأنهم رسل الله إليك كي يذكرك حين تتهوه عنه في دروب هذه الحياة ...
من الجميل أن تعود إليك نفسك الأصيلة التي اختبئت وراء معاصيك لفترة طويلة .. لتعرفها من جديد .. و تذهل بها من جديد ...
و كي تحبها من جديد .