يا قلبي قلي علي أدرك
سر هطول الدمع الباكي
يا قلبي حدثني قد أفهم
سر وجود الجرح الدامي
سر الظلم و سر القهر
وسر الحزن وسر الماضي
سأحكي لك يا قلبي حكايتي حين يأسرني الدمع ، فأحاول نظم لآلئ الشعر في خيط ذهبي لامع ، يلمع لي في ظلمتي التي قهرتني ، غير أني لا أجد اللآلئ ... فاعذرني يا قلبي .
اعذرني حين خنت خلتك ، وحين فتحت بابك لكل طارق . اعذرني حين اكتشفت الغريب فأقصيته عنك بعدما تملكك و كان دمعك الذي تجريه ، وحلمك الذي تناجيه ... اعذرني فلا مكان للغرباء.
واسألني يا قلبي عن سري ! ملكني ورقتك البيضاء، دعني أرسم و ألون من كل الألوان ، ثم اسكب حبرا أسود في رسمي ... فأصيح ! و أنادي ! أين الألوان !؟ أين الأخضر حين أقلب صفحاتي ؟ أين الأزرق حين أحب ؟ أين الأحمر حين أنادي ... حقي بدمي ؟ أين الأبيض حين أحلق بك ؟
فاسكب يا قلبي ، اسكب حبرك أسود ! فكذا فعلت بك حين خنتك ، حين غدرت مع الدهر بك.
اسكب يا قلبي فما زلت أمسك بفرشاتي لألون ، لألون فوق الحبر الأسود حتى أمحوه ، أو يبقى مدفونا في طيات الماضي لا يدركه سواي ... واحفظ يا قلبي سري .
دعني أخبرك فما زلت سأحكي جرحا يدمي ، دعني أخبرك علك تدرك دمعة طفل في بحر الظلم ، هو بحر أسود ! لكن دمعته حالت ظلمته نورا ... فأضاء الكون . فرأينا ... و سمعنا ... و قرأنا عن حق يسلب ، لكن ما زلنا نضحك .
ما زلنا لا ندرك مقدار الخطر المحدق ، ما زلنا قد ننسى بفلسطين دمعة طفل محرق ، دمعة حق تذرف . فاسمع ... فاسمع مني كلمات يا قلبي وافهم جوهرها إني حقا متعب ! و الحق له أعوان هم جند لا ينضب ! قوتهم قوة جبل ، رأفتهم رأفة قلب حاني هم أم و أب ، أخت و أخ ، خال و عم ، هم أهل حين تنادي أين الأهل ، هم حق يمشي فوق الأرض ! فاسمع مني فما زلت سأحكي و سأحكي قصصا خبأها التاريخ ، خبأتها فيك ، أسكنتها فيك لا أنساها ! ما دمت بجنبي لا تخذلني ما دمت جليس الحق تنادي مولاي رضاك .
علا الهادي التاج مصطفى
الجمعة
18 فبراير 2011