فكرت
كثيرا في الآونة الأخيرة .. ماذا أكتب . لم اعتد على طرح هذا السؤال على نفسي يوما
، كنت دائما ما أجد الكلمات تحاول الخروج بأي طريقة مني ، و كنت اكتمها إلا عن
الورق .
يقال أن
التجارب الكثيرة في الحياة هي التي تصقل الكلمة ، و أنك تبدع بحسب خبرتك وممارستك
و اختلاطك مع من حولك ، وانفتاحك على المجتمع ؛ لكنني بت أدحض هذه النظرية في نفسي
، ربما لا تنطبق على الجميع ! ربما لكل إنسان شيء ما في حياته يدفعه للكتابة و
التعبير عنه ، فالشعراء مثلا قد يلهمهم الجمال الساحر من حولهم .. طبيعة خلابة أو
مشاعر فائضة لا توصف ، ولعل الشيء الذي يحركنا هو شيء لامس قلوبنا منذ الصغر ، لا
يجب أن نعلم به ! ربما حتى لا نذكره ، لكنه و بطريقة ما كون أنفسنا .. جعلنا نحن ..
نحن ! و جعل منا أولئك الأفراد الذين
يريدون عن التعبير بطريقة ما عن محتواهم ، طريقة يسع للجميع ان يفهمها ولو قليلا
..
قصتي و قصتك و قصة صديقك تختلف كثيرا عن بعضها البعض ..ربما فقدت احدى والديك يوما .. و فقد رفيق دربك احدى والديه يوما أيضا .. فهل يعني ذلك أنه أدرك مشاعرك ؟ و ألم بالألم الذي يحيط بك ؟
قصتي و قصتك و قصة صديقك تختلف كثيرا عن بعضها البعض ..ربما فقدت احدى والديك يوما .. و فقد رفيق دربك احدى والديه يوما أيضا .. فهل يعني ذلك أنه أدرك مشاعرك ؟ و ألم بالألم الذي يحيط بك ؟
هل كان
صديقك ينعم بحنانهما مثلك ؟ هل كان يغني لهما في كل صباح و يدندن على أنغام أواني
المطبخ حين تتلاقى مع بعضها البعض و تبعث التحايا ؟
هل
أحبهما يوما ؟ فكيف يكون ألمك و ألمه واحد ؟ و فقدك و فقده واحد ؟ ربما يعرف شيئا من الألم ... لكنه لن يعرف يوما
مرارتك الحقيقية .
من هنا
أرى أنه تنبع الكلمات ، فحين اعايش مشاعر جديدة لم اعهدها ، حين أحب لأول مرة ، أو
أقتل لأول مرة ... حين أشعر بالألم لأول مرة ... و أعرفه و أتلمسه .. و حين
تباغتنا السعادة .. هنالك نجد فيضا من المعاني تود الخروج ، تأمل أن تصل للعالم .
و أن تشارك الجميع ... و تلامس قلوبا ربما اشتبه فيها المعنى .. و تقاربت الوصال
... و تآلفت دون أن تلتقي .
"عش لأول مرة على هذا الكوكب ... كل يوم
"
"وانبهر
بجماله كل يوم "
هذا ما أذكر به نفسي دوما .. علني أستطيع أن أخرج من كل مألوف بما هو ليس مألوف ... و أن أكتشف شيئا عن أحاسيس الجمادات و العالم .. و الوطن الضائع ...
فلربما
وجدنا مصادفة طريقنا ، لنسير أليه .هذا ما أذكر به نفسي دوما .. علني أستطيع أن أخرج من كل مألوف بما هو ليس مألوف ... و أن أكتشف شيئا عن أحاسيس الجمادات و العالم .. و الوطن الضائع ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق