السبت، 27 أكتوبر 2012

ماذا أكتب ؟




فكرت كثيرا في الآونة الأخيرة .. ماذا أكتب . لم اعتد على طرح هذا السؤال على نفسي يوما ، كنت دائما ما أجد الكلمات تحاول الخروج بأي طريقة مني ، و كنت اكتمها إلا عن الورق .
يقال أن التجارب الكثيرة في الحياة هي التي تصقل الكلمة ، و أنك تبدع بحسب خبرتك وممارستك و اختلاطك مع من حولك ، وانفتاحك على المجتمع ؛ لكنني بت أدحض هذه النظرية في نفسي ، ربما لا تنطبق على الجميع ! ربما لكل إنسان شيء ما في حياته يدفعه للكتابة و التعبير عنه ، فالشعراء مثلا قد يلهمهم الجمال الساحر من حولهم .. طبيعة خلابة أو مشاعر فائضة لا توصف ، ولعل الشيء الذي يحركنا هو شيء لامس قلوبنا منذ الصغر ، لا يجب أن نعلم به ! ربما حتى لا نذكره ، لكنه و بطريقة ما كون أنفسنا .. جعلنا نحن .. نحن !  و جعل منا أولئك الأفراد الذين يريدون عن التعبير بطريقة ما عن محتواهم ، طريقة يسع للجميع ان يفهمها ولو قليلا ..
قصتي و قصتك و قصة صديقك تختلف كثيرا عن بعضها البعض ..ربما  فقدت احدى والديك يوما .. و فقد رفيق دربك احدى والديه يوما أيضا .. فهل يعني ذلك أنه أدرك مشاعرك ؟ و ألم بالألم الذي يحيط بك ؟
هل كان صديقك ينعم بحنانهما مثلك ؟ هل كان يغني لهما في كل صباح و يدندن على أنغام أواني المطبخ حين تتلاقى مع بعضها البعض و تبعث التحايا ؟
هل أحبهما يوما ؟ فكيف يكون ألمك و ألمه واحد ؟ و فقدك و فقده واحد ؟  ربما يعرف شيئا من الألم ... لكنه لن يعرف يوما مرارتك الحقيقية .
من هنا أرى أنه تنبع الكلمات ، فحين اعايش مشاعر جديدة لم اعهدها ، حين أحب لأول مرة ، أو أقتل لأول مرة ... حين أشعر بالألم لأول مرة ... و أعرفه و أتلمسه .. و حين تباغتنا السعادة .. هنالك نجد فيضا من المعاني تود الخروج ، تأمل أن تصل للعالم . و أن تشارك الجميع ... و تلامس قلوبا ربما اشتبه فيها المعنى .. و تقاربت الوصال ... و تآلفت دون أن تلتقي .
 "عش لأول مرة على هذا الكوكب ... كل يوم "  
"وانبهر بجماله كل يوم "
هذا ما أذكر به نفسي دوما .. علني أستطيع أن أخرج من كل مألوف بما هو ليس مألوف ... و أن أكتشف شيئا عن أحاسيس الجمادات و العالم .. و الوطن الضائع ...
فلربما وجدنا مصادفة طريقنا ، لنسير أليه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق