ذلك متيم ... وذاك صاحب وعد أثقله ، آخر يجوب في الدنيا يبحث عن نفسه ، ينتقل من واد غلى آخر في قلبه . تلك تجوب براري السماء بفكرها ، صديقتها تطارد الأرواح الراحلة عنها ، و قليلا تعود لطورها فتبتسم .
دنيا تأذخنا لمراسي ما ظنناها مراسي ...
سفوح الجبال مرسى سفن التائهين في انفسهم .. كي ينظروا من الاعلى إلى شيء قد
يذكرهم طريق بيتوتهم .. أوطانهم الصغيرة . وفوق السحاب مرسى سفينة من أثقلته
خطاياه ... هناك يلقي بحمله ، يغتسل في نهر ما من السماء ، كي يعود لا كما كان من
قبل .
الهوى مرساه سفينة تبحث عن مرسى ... ومن
اكون ؟ غير مرسى ينتظر سفينته المحملة الوصول ... او سفينة .. بلا علم ولا أشرعة ،
فالترسوا أينما كان السلام لها .
دنيا تاخذنا من انفسنا ، تحت الف قناع و قناع لا تختبئ الحقيقة ، فهناك منافذ عميقة لها ... عينان كالبحر ربما مظلمتان او ذاخرتان بأسرار لا أعلمها . يا عالم كم تخفي بعد في حدودك اللامنتهية ؟
دنيا تأخذنا في حكاية ، ملونة صفحات خيالها ، حتى أصبحت أساطيرها تروي أساطير عن حكايا خرافية أخرى ... حكاية لا تنتهي بموت بطلها ولا تعرف للدماء لونا ... ألم و نزاع ، ومأساة تخلف سلاما للكون ... حكايا لا تنتهي الدنيا من روايتها أبدا .
أمي وضعتني في فراشي ... قبل ان تروي لي قصة ما قاطعتها بسؤالي عن أبي ... أين ذهب
؟ و اين حكاياه ؟ دمعتها روت لي قصة مئة
عام من الصراع ... صمتها كان صوتا جللا في قلبي
كان الاسطورة التي صدقتها .
دنيا تأخذنا من الطفولة ... هكذا تصفها بعض البراءة .
دنيا هي تلك التي نملك لنحيا ... دنيا هي السعادة .. دنيا هي نحن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق