الخميس، 17 مايو 2012

دنيا هي نحن



ذلك متيم ... وذاك صاحب وعد أثقله ، آخر يجوب في الدنيا يبحث عن نفسه ، ينتقل من واد غلى آخر في قلبه . تلك تجوب براري السماء بفكرها ، صديقتها تطارد الأرواح الراحلة عنها ، و قليلا تعود لطورها فتبتسم .


دنيا تأذخنا لمراسي ما ظنناها  مراسي ... سفوح الجبال مرسى سفن التائهين في انفسهم .. كي ينظروا من الاعلى إلى شيء قد يذكرهم طريق بيتوتهم .. أوطانهم الصغيرة . وفوق السحاب مرسى سفينة من أثقلته خطاياه ... هناك يلقي بحمله ، يغتسل في نهر ما من السماء ، كي يعود لا كما كان من قبل .

 
الهوى مرساه سفينة تبحث عن مرسى ...  ومن اكون ؟ غير مرسى ينتظر سفينته المحملة الوصول ... او سفينة .. بلا علم ولا أشرعة ، فالترسوا أينما كان السلام لها .


دنيا تاخذنا من انفسنا ، تحت الف قناع و قناع لا تختبئ الحقيقة ، فهناك منافذ عميقة لها ... عينان  كالبحر ربما مظلمتان او ذاخرتان بأسرار لا أعلمها . يا عالم كم تخفي بعد في حدودك اللامنتهية ؟


دنيا تأخذنا في حكاية ، ملونة صفحات خيالها ، حتى أصبحت أساطيرها  تروي أساطير عن حكايا خرافية أخرى  ... حكاية لا تنتهي بموت بطلها ولا تعرف للدماء لونا ... ألم و نزاع ، ومأساة تخلف سلاما للكون ... حكايا لا تنتهي الدنيا من روايتها أبدا .

 
أمي وضعتني في فراشي ... قبل ان تروي لي قصة ما قاطعتها بسؤالي عن أبي ... أين ذهب ؟ و اين حكاياه ؟ دمعتها روت لي قصة  مئة عام من الصراع ... صمتها كان صوتا جللا في قلبي  كان الاسطورة التي صدقتها .


دنيا تأخذنا من الطفولة ... هكذا تصفها بعض البراءة .


دنيا هي تلك التي نملك لنحيا ... دنيا هي السعادة .. دنيا هي نحن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق